المدوَّنةالمواعدة و التعارف
أخر الأخبار

داليا تبحث عن الزواج بالحلال

البداية: فتاة جامعية طموحة

داليا فتاة في أوائل العشرينات من عمرها، كانت داليا طالبة جامعية متفوقة جداً في دراستها، و تعيش في بيئة محافظة مع أسرة صغيرة تتكون من أربع أفراد وتؤمن داليا أن الزواج هو الطريق الشرعي والطبيعي لتحقيق الاستقرار العاطفي والاجتماعي, و تكوين الأسرة هو المسار الطبيعي للحياة. رغم انشغالها بالدراسة، كانت تشعر أن قلبها بحاجة إلى من يشاركه مشاعره وأحلامه. و أن الحب قد يكون ضرورياً في هذه المرحلة العمرية. ولم تكن داليا تبحث عن علاقات عابرة، بل كانت ترى أن الحب الحقيقي لا يكتمل إلا بالزواج الحلال 👰🤵.

بنت عربية

Photo by sahand karwan
on Unsplash

الإنترنت طريق إلى المجهول

مع الأيام و مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت داليا شيئاً فشيئاً تقضي وقتًا أطول على الإنترنت، سواء من أجل دراستها أو للتواصل مع صديقاتها و التسلية في المساء. ذات يوم، و بينما كانت تقلب بين صفحات الإنترنت فتلقت رسالة من شاب ثلاثيني يُدعى سامر. كان سامر مهذبًا في البداية، يُظهر احترامًا، ويتحدث بلغة محترمة منمقة تجذب الانتباه. ترددت داليا كثيراً في الرد، فكانت خائفة و مترددة من الرد على شاب غريب, لكنها ردت أخيراً بتردد. مع مرور الوقت بدأت داليا ترى فيه صديقًا افتراضيًا يملأ فراغها العاطفي.

المحادثات الأولى و بداية الإعجاب

بدأت المحادثات بين داليا وسامر في البداية بشكل بسيط جدًا: وكانت المحادثات على شكل أسئلة عن الدراسة، عن الهوايات، عن الحياة اليومية. و عن الرياضة. كانت داليا تستعمل بعض الإيموجي 😌🌸 عندما تعجز عن الكلام أو تشعر بالحرج لتعبر عن خجلها، بينما  كان سامر يستخدم إيموجي القلوب ❤️ بكثرة، رغم غرابة ذلك إلا أن ذلك جعلها تشعر بصدقه. مع الأيام، بدأت تنسج بينهما خيوط من الود، ووجدت نفسها تترقب رسائله يوميًا وكأنها عادة لا يمكن الاستغناء عنها. و أصبح جزءاً من حياتها.

بنت عربية

Photo by sahand karwan
on Unsplash

سامر و نواياه الخفية وراء الكلمات

مع مرور الوقت، و من محادثة إلى أخرى بدأ سامر يظهر اهتمامًا مبالغًا فيه. كان يطلب من داليا صورًا شخصية، و يتكلم عن أمور حساسة أحياناً ويتحدث بطريقة توحي بأنه يسعى لأكثر من مجرد صداقة. في أعماقها، شعرت داليا بالقلق من كلامه و تطرقه لأمور حساسة، لكنها كانت تتردد في مواجهته خوفًا من أن تخسر ما ظنّت أنه حب. إلا أن قلبها المؤمن كان يذكّرها دائمًا أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى اختباء أو تجاوز للحدود أو التطرق لمواضيع غير مألوفة و أحياناً غير محترمة!.

الصراع الداخلي بين القلب والعقل

للحظة وجدت داليا نفسها ممزقة و غير مستقرة عاطفياً بين مشاعرها التي بدأت تنمو تجاه سامر، وبين عقلها الذي يحذرها من الانجرار وراء كلمات قد تكون خادعة. كانت داليا تفكر كثيرًا قبل النوم: هل سامر يتلاعب بمشاعري أم أنه جاد في الزواج؟ أم أنه مجرد رجل يبحث عن تسلية مؤقتة؟ كان سؤال داليا الدائم: “هل أنا مخطئة و هل هذا هو الطريق الصحيح الذي يقودني إلى الزواج بالحلال أم أنني أضيع وقتي؟”

بنت عربية

Photo by sahand karwan
on Unsplash

المواجهة الحاسمة

أخيراً قررت داليا أن تواجه سامر بشجاعة و بدون أي تردد. قالت له: “سامر هل أنت جاد بعلاقتنا؟ إن كنت حقًا تراني فتاة مناسبة، إذا كان هذا صحيحاً تقدم لخطبتي من أهلي. أنا لا أبحث عن علاقة عابرة، بل عن زوج يشاركني حياتي بالحلال.” تفاجأ سامر بردها، وبدأ يتردد ويتهرب من الإجابة المباشرة. فهو لم يكن يتوقع منها ذلك الطلب بسرعة و عندها تأكدت داليا أن نواياه لم تكن صادقة، وأنه لم يكن سوى رجل يحاول استغلال مشاعرها.

الانسحاب من العلاقة الوهمية

أدركت داليا وقتها أن استمرارها في هذه العلاقة سيكون خطأً كبيرًا. و اتخذت قرارًا حازمًا بقطع الاتصال مع سامر، وحذفته من جميع حساباتها. شعرت في البداية بالحزن، فمشاعرها تجاهه كانت كبيرة و بدأت تحبه لكنها سرعان ما شعرت بالراحة والطمأنينة، لأنها اختارت الطريق الصحيح وحافظت على نفسها من الوقوع في الخطيئة.

بنت عربية

Photo by sahand karwan
on Unsplash

الدرس الذي تعلمته داليا

خرجت داليا من هذه التجربة أكثر نضجًا ووعيًا. تعلمت أن الإنترنت عالم واسع مليء بالفرص، لكنه أيضًا مليء بالمخاطر. أدركت أن من يريدها حقًا سيطرق باب أهلها بالحلال، ولن يكتفي برسائل مخفية وراء شاشة. كما أدركت أن الإيموجي والابتسامات الافتراضية 🙂🌹 لا تكفي لتكون دليلًا على الحب الصادق.

الأمل في المستقبل

رغم ما مرت به، لم تفقد داليا الأمل في العثور على شريك حياتها. ما زالت تؤمن أن الحب الحقيقي سيأتيها يومًا في الوقت المناسب، عبر الطريق الصحيح الذي يحفظ كرامتها ويحقق لها السعادة. كانت تقول لنفسها دائمًا: “أنا أستحق رجلاً صادقًا يحبني بصدق، لا بشاشة هاتف.”


الخاتمة

قصة داليا تذكير لكل فتاة تبحث عن الحب عبر الإنترنت: أن الحب لا يقاس بعدد الرسائل أو كثرة الإيموجيات 💌، بل بصدق النوايا والرغبة في بناء حياة مشتركة بالحلال. فلتكن هذه القصة درسًا في الحذر، والإيمان بالنفس، والتمسك بالقيم التي تحمي القلب من الانكسار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى